أكاديميّة إبراهيم رشيد النمائية
للهرمية القرائية والكتابية والحسابية
أكثر من ثلاثة وعشرين مليونًا “ 23:000:000
للاستشارات والتدريب والتطوير التربوي الأكاديمي والمهني |
نظريات التعلم
مقـــــدمة :
ان فهم نظريات عن كيف يتعلم الناس،
والقدرة على تطبيق هذه النظريات في تدريس الرياضيات؛ هي من المتطلبات الأولية
لتدريس فعال للرياضيات، وقد قام عدد كبير من العلماء بدراسة النمو العقلي وطبيعة
التعلم بطرق مختلفة، ونتج عن ذلك نظريات متنوعة للتعلم.
ويمكن اعتبار نظريات
التعلم Learning Theory كطريقة وأسلوب لتنظيم لدراسة بعض المتغيرات في
التعلم والنمو العقلي، والمعلم الجيد هو الذي يختار ما يناسب طلابه وطبيعة المادة
الدراسية التي يقوم بتدريسها، فالفهم الصحيح لنظريات التعلم هو الذي يمكن المعلم
من اختيار استراتيجيات التدريس المناسبة والاكثر فعالية لتدريس طلابه في كل موقف
تعليمي على حدة.
وتصنف نظريات
التعلم حسب الجانب الذي تركز النظرية عليه؛ فإما تركز على الجانب المعرفي والبنية
المعرفية أو تركز على السياق الاجتماعي Social Context
.
وبذلك تصنف إلى نمطين :
1 – نظريات التعليم
المعرفية Cognitive
Learning Theory
2 – نظريات التعليم الاجتماعي Social Learning Theory
والنمط الأول من نظريات التعلم يركز على
البنية المعرفية للمتعلم وكيفية بنائها وإدخال المعارف الجديدة إليها عن طريق
العديد من الاستراتيجيات المعرفية، مثل نظريات : برونر – أوزوبل – جانييه – بياجيه
– بوجالسكي – دينز - سكنر .. وغيرهم من
أصحاب الاتجاه المعرفي .
والنمط الثاني من نظريات التعلم يركز
على السياق الاجتماعي الذي يحدث فيه التعلم، مثل البيئة المحيطة والسلوك والدافعية
والحاجات . وتعد حاجات المتعلم هي أساس بناء المنهج وفق هذه النظريات ، مثل نظريات
: ألبرت باندورا – جوليان روتر – فيجوتسكي – دافيدوف وغيرهم من أصحاب المنحى
الاجتماعي .
وفيما يلي سيتم
التعرض لبعض نظريات التعلم من حيث :
الملامح الأساسية
للنظرية
تنظيم المحتوى في
ضوء النظرية
عملية التدريس في
ضوء النظرية
نظرية جيروم . س .
برونر Gerome . S. Bruner
يفترض برونر أن كل
فرد يمكن تعليمه أي موضوع في أي عمر وأنه ينبغي إثراء البيئة المحيطة به حتى يمكن
تنمية واستثمار طاقة الفرد إلى أقصى مدى ممكن حيث ينمو تفكير الفرد من خلال تفاعله
مع بيئته . وإن كل إنسان له تصور خاص لرؤية العالم من حوله وتفسير هذه الرؤية
لنفسه ، والمعلم إذا فهم طريقة المتعلم في تصور عالمه فإنه يستطيع تعليمه أي موضوع
ويعطي برونر للمتعلم دوراً نشطاً في
تطوير المعلومات ويرى أن المتعلم ينبغي أن يكون قادراً على صياغة مشكلاته والبحث
عن حلول بديلة بدلاً من البحث عن إجابة واحدة فقط ؛ فهو يهتم بالطريقة الشخصية
التي ينمي كل فرد من خلالها مفهومه عن نفسه وعن عالمه .
ولذلك فهو يهتم بالتعلم بالاكتشاف
ويعرفه بأنه إعادة تنظيم وتحويل البيانات والأدلة ليصل إلى ما وراء هذه البيانات
والمعلومات المتاحة فيكتشف بيانات أو معلومات جديدة بالنسبة للمتعلم .
فالهدف من التعليم عند برونر هو نقل
المعرفة إلى المتعلم وأيضاً تنمية اتجاه إيجابي نحو التعلم لديه، وتنمية مهارات
الاستقصاء والاكتشاف لدى المتعلم بما يتيح له التفاعل بإيجابية مع بيئته
الاجتماعية والفيزيقية ويهيئه للنمو العقلي.
تنظيـــــم المحتــــــوى
يرى برونر أن ينظم المحتوى بحيث تقدم
الأفكار الأساسية من المفاهيم والمبادئ والتمثيلات الملموسة العملية ثم التمثيل
بالنماذج والصور ثم بالتمثيلات المجردة الرمزية . ويرى أن ينظم المحتوى وفق
التنظيم الحلزوني للمنهج .
طــــــرق
العـــــــرض
يرى برونر أن طريقة العرض للمحتوى تعتبر
ثلاثة أنماط ، هي :
1 – التمثيل
العياني الملموس (بالعمل والنشاط) Inactive Mode
حيث توضح الخبرات بالملموسات والأفعال
وخاصة المهارات الحركية .
2 – التمثيل
الأيقوني Iconic Mode
حيث توضح الخبرات عن طريق الصور والرسوم
والنماذج أو خرائط .
3 – التمثيل
الرمزي والمنطقي Symbolic &
Logical Mode
حيث تترجم الخبرات إلى لغة مما يتيح
استنباط منطقي لحل المشكلة .
ويمكن للمعلم أن يختار إحدى هذه المراحل أو
جميعها عند تقديم المادة الدراسية.
عملية التدريس
يهتم برونر بمهارات الاستقصاء أكثر من
الاهتمام بالحقائق حيث يرى أن المتعلم إذا فهم بنية المعرفة فهذا الفهم يتيح له
التقدم معتمداً على نفسه ، وبذلك فهو يعتمد على طريقة الاكتشاف في التدريس .
وطريقة الاكتشاف
فيها عدة طرق فرعية ، منها :
الطريقة
الاستقرائية – طريقة حل المشكلات – الاكتشاف الموجه – الاكتشاف الحر – الاكتشاف
المفتوح – الاكتشاف الإرشادي .
2- نظرية روبرت
جانييه Robert Gagne'
وضع روبرت جانييه مبادئ لنظرية في
التعلم تعد نموذجاً للتعليم؛ حيث افترض " جانييه " أن كل مادة أكاديمية
أو كل موضوع في هذه المادة أو كل جزء من هذا الموضوع له بنية هرمية Hierarchy
تشمل قمتها أكثر الموضوعات أو الأجزاء تركيباً وتليها الأقل تركيباً حتى الأبسط في
قاعدة البنية الهرمية .
وتعتبر موضوعات كل مستوى متطلب قبلي Prerequisite لتعلم الموضوعات الأكثر تركيباً منها في البنية المعرفية الهرمية.
وفي ضوء هذا الافتراض ، يرى "
جانييه " أن المتعلم يكون مستعداً لتعلم موضوع جديد عندما يتمكن من المتطلبات
القبلية اللازمة لتعلم هذا الموضوع . وبذلك فإن التخطيط للتعليم ينبغي أن يهتم
بتحديد وترتيب المتطلبات القبلية اللازمة لتعلم كل موضوع داخل المادة الدراسية
وأيضاً تلك التي تلزم لتعلم المادة الدراسية ككل ، ويعتمد في ذلك على تحليل المهام
Task Analysis
.
تنظيـــــم
المحتـــــــوى
يدعو جانييه إلى تنظيم المحتوى في ترتيب
هرمي يتألف من مستويات تبدأ بأكثرها تركيباً في قمة الهرم وتنتهي في قاعدة الهرم بأبسطها
. ويتضمن كل مستوى مهام Tasks لها نفس الدرجة من التركيب وتعتبر مهام كل مستوى متطلبات قبلي
لتعلم مهام المستوى الأكثر تركيباً (كما هو موضح بالشكل ) .
عملية التدريس
عند التخطيط لتدريس موضوع ما وفقاً
لنظرية جانييه فإنه يتم تحليل الموضوع المراد تعليمه إلى مهام متدرجة من المركب
للبسيط وفقاً لتنظيم هرمي قمته أكثر المهام تركيباً وقاعدته أكثرها بساطة ، وعند
كل مستوى من مستويات التنظيم الهرمي يحدد الأداء المتوقع من المتعلم في صورة سلوك
مستهدف .
وعند تنفيذ الدرس يتم البدء بقاعدة
الهرم أي أكثر المهام بساطة وتعليمها للمتعلم وعندما يستوعب المتعلم المستوى
الأكثر بساطة ينتقل للمستوى الأرقى تركيباً وهو ما يسميه " جانييه "
الانتقال الرأسي للتعلم .
وهكذا يرى جانييه استخدام الأسلوب التحليلي في تنظيم المحتوى وتخطيط الدرس حيث يبدأ من المركب وينتهي بالبسيط ، بينما يقترح الأسلوب التركيبي في تنفيذ الدرس حيث يوصي بتدريس أبسط المهام ثم التدرج حتى الوصول إلى الأكثر تركيباً وهو المهمة الرئيسية .
يري اوزوبل أن عمل
المدرسة يتلخص في تحديد المعارف المنظمة المستقرة الواضحة التى تتألف منها العلوم
المختلفة .
وعمل المربي أن
ينقل هذه المعارف بطريقة تمكن المتعلم من استيعابها في نسقه عن فهم وإدراك
لمعانيها بحيث تصبح وظيفية بالنسبة له .
والمعنى ما هو إلا
خبرة شعورية متمايزة بدقه ومحددة بوضوح تنبثق لدى الفرد حين تتصل العلامات والرموز
والمفاهيم والقضايا بعضها ببعض ويتم استيعابها في بنائه المعرفي .
فالمعني إذن يتطلب
أساسا معقولا ومقبولا للعلاقات,كما يتطلب محتوى لا يعتمد على الصياغة اللفظية.
ويمكن التعبير عنه
بصيغ لغويه مختلفة دون أن يطرأ عليه اى تغير أو يتعرض لاى فقدان.
ويعتمد التعلم ذو
المعني على :
1- طبيعة المادة التي يتعلمها الفرد.
2- توافر محتوى مناسب في بنيته المعرفية.
مثال : 1- قوي –
يعتمد عليه : زوج من الكلمات ,ترتبط كل كلمة فيه بالكلمة التالية وعلى التلميذ أن
يستدعي الكلمة التالية عند عرض الكلمة الأولى عليه.
2-إبراهيم عاطف ,
اسم لشخص معين.
3-تسلقت القطة
شجرة البرقوق: جملة إثباتيه بسيطة (قضيه)
4-المثلث المتساوي
الأضلاع له ثلاثة أضلاع متساوية ,(تعريف لمفهوم ).
ويتضح تزايد
المعنى ,أو تزايد علاقة الكلمة بغيرها في ضوء معيارين هما :
1- عدم التحكم.
2- المضمون.
ويقصد فيه أن
العلاقة لا تتغير مع استخدام صيغ لغويه مختلفة مساوية للصيغة الاصليه.
وهاتان الخاصيتان
ترتبطان بعلاقة الكلمة بغيرها وتضيفان على المادة معناها المنطقي .
والتعلم اللفظي ذو
المعنى تعلم غير تحكمي أو غير تعسفي لان العلاقة بين العنصر الجديد الذي تعلمه
التلميذ والبنية المعرفية الراهنة بما فيها من أفكار علاقة تطابق واتفاق .
مثال ( علاقة
المثلث المتساوي الأضلاع بالمثلث ما هي إلا علاقة مثال خاص بحالة عامة وهي علاقة
غير تعسفية .
ولقد أكد اوزوبل
على أهمية الشخص في هذه العملية إذ يقول أن البنية المعرفية لتلميذ معين ينبغي أن
تشتمل على المحتوى الفكري المناسب ,والقدرات المطلوبة ,وهذه العوامل السابقة خاصة
بالفرد .
ومن هنا فان مغزى
المادة المتعلمة سوف يختلف باختلاف عوامل مثل (عمر المتعلم , ونسبة ذكائه , ومهنته
,والمادة الدراسية التي يتعلمها ,والطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها
,والثقافة التي هو عضو فيها ).
ويري اوزوبل أن
ثمة طريقتين يكتسب التلميذ يهما المعلومات :
1- التلقي :(Reception) كما يحدث
حين يقرا التلميذ كتابا ويتلقي من خلاله معلومات مترابطة تم تشكيلها ,أو كما يحدث
حين يستمع إلى محاضره ذات أفكار مترابطة .
2- الاكتشاف :(Discovery) : ويستخدم
التلميذ هذه الطريقة حين يكون المعنى ناقصا أو غامضا ,فيقوم التلميذ بتحديد
العلاقات بين المفاهيم واستخلاص المعاني.
ويتعلم التلاميذ
المواد اللفظية بطريقتين :
1- الحفظ الصم : وهنا يكرر التلميذ المعلومات بدون فهم حتى
يحفظها حفظا آليا .
2- استيعاب المعنى : وهنا يتمثل التلميذ ما تحتوي عليه
المواد اللفظية من معلومات ,وما تتضمنه من أفكار .
وإذا جمعنا بين
التصنيفين السابقين يصبح لدينا أربعة أنواع من المادة التعليمية اللفظية لكل منها
عملية تناسبه أو أنماط التعلم عند اوزوبل
وهي كما يلي :
1- عملية تلقي(الاستقبالي) ذي المعني :(Meaningful
reception learning) وفيها يتلقى التلميذ المعلومات معدة ومرتبة منطقيا ,فيقوم بتحصيل
معانيها وربطها .
بمعنى اخر : يحدث عندما يعرض المعلم المادة
العلمية في صورتها النهائية بعد إعدادها وترتيبها منطقياً فيقوم المتعلم بتحصيل
معاني هذه المادة وربطها أو دمجها بخبراته الراهنة وبنيته المعرفية
2- عملية تلقي(الاستقبالي) صم :(Rote reception
learning) وبها يحصل التلميذ المعلومات في صيغة منتظمة تامة , ويحفظها كما
هي دون التأمل فيها أو ربطها بما لديه من رصيد من الخبرات .
بمعنى أخر :يتم هذا النوع من التعلم عندما
يعرض المعلم على المتعلم المادة التعليمية أو المعلومات في صورتها النهائية فيقوم
المتعلم باستظهارها أو حفظها كما هي دون محاولة ربطها بما لديه من خبرات أو دمجها
ببنيته المعرفية .
3- عملية اكتشاف ذي مغزى (Meaningful
discovery learning) وبها يكتشف التلميذ العلاقات بين المعلومات والبيانات المقدمة له
,وهو يستوعب خلال ذلك معاني هذه البيانات عن طريق ربط خبراته الجديدة بخبراته
المعرفية السابقة .
بمعنى أخر :يحدث هذا النوع من التعلم عندما
يقوم المتعلم باكتشاف المادة التعليمية المقدمة له وفحص المعلومات المتعلقة بها ثم
ربط خبراته الجديدة المستخلصة من هذه الأفكار والمعلومات بخبراته السابقة ودمجها
في بنيته المعرفية
4- عملية اكتشاف صم : (Rote discovery
learning ) وفيها يقوم التلميذ بالبحث عن حل لمشكلة مطروحة عليه على نحو
مستقل ,ولكنه يستوعب الحل دون أن يربطه بخبراته المعرفية الماضية .
بمعنى أخر:ويحدث هذا النوع من التعلم عندما
يقوم المتعلم باكتشاف المعلومات المعروضة عليه ( في المادة التعليمية ) ومعالجتها
بنفسه فيصل إلى حل للمشكلة أو فهم للمبدأ أو القاعدة أو تعميم للفكرة ثم يقوم بحفظ
هذا الحل واستظهاره دون أن يربطه بالأفكار والخبرات المتوفرة في بنيته المعرفية.
أنواع التعليم عند أوزوبل
:
هناك أربعة أنواع من التعليم عند أوزوبل مرتبة ترتيباً هرمياً من الأدنى
إلى الأعلى على النحو التالي :
1 ـ التعلم التمثيلي Representational :
تظهر في تعلم معنى الرموز المنفصلة حيث تتخذ هذه الرموز في أول الأمر صورة للكلمات
التي يتحدث بها الآباء للأطفال ثم تشير إلى الأشياء التي ينتبه إليها الطفل وبعد
ذلك تصبح المعاني التي يعطيها الطفل للكلمات.
2 ـ تعلم المفاهيم Concept :
المرحلة الأولى : هو تكوين المفهوم وهي عملية الاكتشاف الاستقرائي للخصائص
المحكية لفئة المثيرات حيث لا يستطيع الطفل تسمية المفهوم في هذه المرحلة بالرغم
من انه قد تعلمه .
المرحلة الثانية : فيه اسم المفهوم وهو نوع من التعلم التمثيلي حيث يتعلم
الطفل أن لفظ الكلمة يمثل المفهوم الذي اكتسبه في المرحلة الأولى وهنا تكتسب
الكلمة خاصية المفهوم فيكون لها المعنى الدلالي
و تكوين المفهوم .
عملية تجريد الملامح الأساسية المشتركة من
فئة من الأشياء أو الوقائع تختلف في السياق في جوانب غير أساسية أو في أبعاد أخرى
غير تلك التي ندخلها في الاعتبار .
ويري اوزوبل من منظور نمائي انه في اى مرحلة
من مراحل نمو الطفل يوجد تباعد واضح بين الخصائص الأساسية التي اكتشفها التلميذ
(والتي تضفي على المفهوم المعنى السيكولوجي) والخصائص الأساسية التي تحدد المعنى
المنطقي للمفهوم .
مثال : قد يتوافر لدى الأطفال الصغار مفهوم
محدد أو غير دقيق للمثلث, ويصبح مع التطور أكثر شبها بالمفهوم المنطقي وذلك نتيجة
للخبرة والتغذية الراجعة .
وعندما ينمو الطفل ويلتحق بالمدرسة , يتعلم
اسم المفهوم أو الكلمة التي تطلق عليه , وقد بتعلم كلمة مكعب وهذه هي المرحلة
الثانية .
وتعلم اسم المفهوم هو نوع من التعلم التمثيلي
,لان الطفل يتعلم أن الرمز المقول أو المكتوب (مكعب) يمثل مفهوما سبق اكتسابه في
المرحلة الأولي وسوف تكتسب الكلمة التي
تطلق على المفهوم المعنى الدلالي , وسوف تثير عند الطفل صورة متمايزة تمثل الشيء
وتتألف من الصفات الأساسية للمفهوم ,ويربط الطفل في هذه المرحلة كلمة (مكعب) بالمفهوم
المتوافر لديه عن المكعبية .
ويعتمد المعنى الماصدقي على الاستجابات
الشخصية العاطفية والاتجاهية والخاصة التي يثيرها اللفظ في كل طفل , وفقا لخبرته
الخاصة مع فئة من الأشياء.
3 ـ تعلم القضايا
Propositions Learning :
يقصد بالقضية أنها قاعدة أو مبدأ أو قانون ومن أمثلتها في اللغة الجملة
المفيدة وقد تشتمل على تعاميم فمثلاً قد تكون القضية ( الجملة ) تعميما ً كالجمل
التالية :
(الأطفال يحبون الكلاب ) وقد لا تكون تعميماً كالجملة التالية ( عض
الكلب جارنا الطفل حسام).
4 ـ التعلم بالاكتشاف Discovery Learning :
ويتطلب هذا النوع أن يمارس المتعلم نوعاً من النشاط العقلي يتمثل في إعادة
تنظيم وترتيب مادة التعلم ويهدف هذا التعلم إلى حل المشكلة والابتكار
و استيعاب المفهوم .
إن تكوين المفاهيم يمثل التعلم عند الأطفال
الصغار غير انه بعد مضي السنوات السابقة على الالتحاق بالمدرسة , يتعلم الطفل معظم
الكلمات التي تطلق على المفاهيم عن طريق تعريفها والتعرض لها في سياقات مناسبة .
والتعريف يزود التلميذ بالخصائص الأساسية
للمفهوم ويعبر عنها بألفاظ واضحة المعنى, والتعلم بالتعريف شكل من إشكال تعلم
القضايا.
وتعلم القضايا يتضمن تعلم فكرة مركبة جديدة
مصوغة في جملة (مثال:التماسيح تأكل الأطفال) وحين يكتسب التلميذ الخصائص الأساسية
للمفهوم من خلال تعريفة بدلا من اكتسابها عن طريق الاكتشاف (كما في تكوين المفهوم)
فإننا نطلق على هذا النوع من التعلم استيعاب المفهوم ,ويتقدم الطفل في النمو يصبح
للتعلم بالتلقي الأسبقية على التعلم بالاكتشاف في اكتساب المفاهيم,وبعد التحاق
الطفل بالمدرسة تتزايد نسبة المفاهيم التي يكتسبها عن طريق التعريف أو من خلال
سياق ورودها.
ومتى وصل الطفل إلى سن المدرسة ,فان استيعاب
المفهوم على نحو تدريجي يصبح المنوال السائد لاكتسابه ,على الرغم من أن تكوين
المفهوم ممكن في اى مستوى عمري .إلا انه عادة يميز النمو المعرفي قبل المدرسة .
وتكتسب المفاهيم الثانوية بالاستيعاب ,لأنها
تستلزم نضجا عقليا كافيا حتى يمكن ربط البنية المعرفية بالخصائص الأساسية المجردة
لفكرة جديدة عامة أو شاملة .
ولما كانت هذه الدرجة من النضج غير متوافرة
ولا موجودة قبل بلوغ الطفل سن المدرسة , وتتوافر في صورة أولية عند الطفل في سن
المدرسة,وعن طريق تدعيم الخبرة الامبريقية العيانية .
فان البديل الأساسي المتاح قبل الالتحاق
بالمدرسة هو أن يكتشف الخصائص الأساسية للمفاهيم بنفسه من خلال قيامة بالعمليات
التصورية الضرورية من تجريد وتمييز واشتقاق للفرض واختبار له ,وكذلك من خلال
التعميم ,والطفل حين يعمل هذا , فان عمله يقتصر على الأنواع البسيطة من المفاهيم
الأولية التي لها مراجع مدركة ومألوفة ,أو تمثلها كلمات معروفة .
أما الخصائص المعيارية للمفهوم التي تكتشف
خلال تكوينه فتستوفي الشروط النمائيه التي تتعلق بقابليتها للربط مع البنية
المعرفية لأنها قد جردت من أمثلة معينة واختبرت بمضاهاتها بأمثلة أخري للمفهوم
خلال عملية التفكير والتصور ,ومن ثم لا توجد مشكله فيما يتصل بمغزى الخصائص
المعيارية التي يكتشفها بنفسه .
الجوانب
الثلاثة للنمو المعرفي أو اللغوي التي تحقق الانتقال من العمليات المعرفية
العيانية إلى العمليات المعرفية المجردة التي تعتمد عليها القدرة على استيعاب
المفاهيم وهي كما يأتي :
1- الاكتساب التدريجي للتجريدات ذات المستويات العليا
الأساسية التي تزود الطفل بالخصائص التكوينية والعناصر العلاقيه التي تؤلف الخصائص
الأساسية للمفاهيم المعقدة.
2- الاكتساب التدريجي للألفاظ التعاملية مثل (في حالة
)و(شريطة)و(على أساس)والألفاظ الوظيفية مثل التعبير عن الحيثيات والجمل الشرطية
وهي ألفاظ ضرورية للربط بين المجردات كما تظهر في التعريفات القاموسية للمفاهيم .
3- الاكتساب التدريجي للقدرة المعرفية التي تجعل في الإمكان
ربط الأفكار المجردة بالبناء المعرفي دون حاجة إلى الدعم الامبيريقي العياني.
فنجد أن اوزوبل من
خلال منظور نمائيا يري : أن من الضروري عند تدريس المفاهيم العلمية أن ندخل في
اعتبارنا طبيعة المفاهيم السابقة التلقائية.
كما يري انه ليس
من الضروري أن ننتظر حتى تتطور هذه المفاهيم وتنمى من الخبرة المباشرة إذ هذا هدرا
تعليميا,فان كثيرا من المفاهيم المجردة (مثل التمثيل الضوئي )يمكن اكتسابها لفظيا
ويتعذر اكتسابها من خلال الخبرة المباشرة ,أما المفاهيم الأكثر عيانية (كالمنزل
والكلب والحمار والحار)فأنها تفقد معناها إذا لم تصحبها خبرة فعلية بالأشياء
والظواهر التي تقابلها.
حوافز أو دوافع
التحصيل كما يراها أوزوبل
أكد على أن هناك ثلاثة دوافع للتحصيل والتي ترتبط فيما بينها بروابط ويتم
تغييرها بنمو الفرد وتشمل هذه المكونات :
1 ـ الدافع المعرفي :
هذا الدافع يعود لحاجة المتعلم ورغبته الأكيدة في حل المشاكل التي تقابله
في حياته اليومية فإذا كان المتعلم يتصف بهذه الصفات فإن هذا الدافع قد يعمل على
زيادة تحصيله التعليمي .
2 ـ تحقيق الذات :
يتضمن الدوافع للحصول على مكانة مرموقة في المجتمع والنجاح المستمر
.
3 ـ الحاجة إلى الانتماء :
كل فرد يحس بحاجة إلى الانتماء إلى المجتمع الذي يعيش فيه وهذا قد يكون
واضحاً عند الأفراد الفعالين في المجتمع فالأطفال يحتاجون إلى الاهتمام والرعاية
والتشجيع من كبار السن في مجتمعهم ليحسوا أنهم جزء من هذا المجتمع.
السلوك :
إن الهدف البعيد
للتعلم الصفي هو : أن يكتسب التلميذ حصيلة
معرفية منظمة واضحة مستقرة.
وهذا الاكتساب هو
إذن المتغير التابع الذي علينا أن نستخدمه لتقدير اثر طرق التعلم المختلفة في
التعلم ذي المعنى وفي الحفظ .
ويري اوزوبل أن المواد
الدراسية يجب أن يتم تعليمها منفصلة بدلا من تعليمها متكاملة ,واستخدام المنهج
المتعدد المواد.
مثال : إن تعلم
مواد العلمية مثل الأحياء والكيمياء والفيزياء كموضوعات منفصلة بدلا من تدريسها
متكاملة .
وعندما يحدد
اوزوبل الأهداف التربوية فانه يميز التعلم بالتلقي عن الأشكال الأخرى للتعلم.
والتعلم بالتلقي
هو : ذلك النوع من التعلم الذي فيه يعرض المحتوي الكلي للموضوع على التلميذ في
صورة نهائية إلى حد ما .(اى من العام إلى الخاص)
ويؤكد اوزوبل على
أهمية هذا النوع من التعلم لان أهداف المنهج كثيرا ما تتجاهله وان الأنواع الأخرى
من التعلم تعتمد على التعلم بالتلقي ذي معني,حيث ان :
1- هذا النوع من التعلم هو أكثر الأنواع شيوعا وفيه يحول
المتعلم المادة قبل استيعابها إلى بنية المعرفية .
2- قد يشمل التحويل المباشر لقضية معروفة إلى مثال جديد
يطبقه على بيانات أو مواد غريبة أو مشته,ويمارس التحويل في أمثلة متشابهة.
3- لا يوجد تحويل مباشر لقضايا معروفة ,ويسترشد تتابع
التحويلات بإستراتيجية عامة,والقضايا ذات العلاقة بالحل معروفة,ولكن التحويل لا
يمارس لحل المشكلة موضوع الاعتبار.
4- استخدام العلاقات البعيدة عن أفكار في البناء المعرفي مع
هذه الأفكار لإنتاج منتجات جديدة ,ولا تكون القضايا ذات العلاقة في البناء المعرفي
معروفة مقدما,كما أن قواعد التحويل ليست ظاهرة.
إن تصنيف
اوزوبل مشتق من عمليات نفسية يستخدمها
التلميذ في مواقف التعلم ,ويبرز اوزوبل نقطتين عند مستوى الفهم هي:
1- التعلم بالاكتشاف. (الفهم)
2- التطبيق.(تطبيق المادة العلمية )
3- حل المشكلات.(يتطلب هذا المستوى تحويل قضايا موجودة لها
صلة بالمسالة بحيث تحقق الغاية المطلوبة )
4- الابتكار.(هو نتيجة فريدة وهي تقابل ما يطلق عليه كشوفا
عظيمة ,حيث يتوصل العقل إلى إعادة تنظيم تفسيره على نحو رائع ومفاجئ, وهي نادرة ).
الأولي: أن تعلم
القضايا عند مستوى الفهم عملية أكثر تعقيدا من التعلم البسيط للمفهوم,ذلك أن تعلم
القضايا يتضمن أو يستلزم ربط المفاهيم بعضها ببعض بحيث تكون وحدات فكرية أكثر
شمولا.
الثانية: التمييز
بين عمليتي التعلم بالاكتشاف والتعلم بالتلقي وهذا التمييز له مضامينه النفسية
والتربوية,وهكذا فان اوزوبل يعتقد انه ليس من المهم فقط أن نقدر ما تعلمه التلميذ
من محتوى وان تختبره فيه ,إذ لابد أن نضيف إلى ذلك تحديد العملية التي تعلم
التلميذ بها هذا المحتوى وقد تكون هذه العملية تلقيا وقد تكون اكتشافا .
البيئة:
التعلم ذو المغزى
مقابل التعلم الصم ,والتعلم بالتلقي مقابل التعلم بالاكتشاف:
لقد انتقد اوزوبل
أصحاب النظريات والممارسات الذين رأوا أن التعلم بالاكتشاف هو أهم عملية في التعلم
وهذا ينطبق على أتباع بياجيه.
|
تقديم المعرفة |
||
الاستقبــــــال |
الاكتشـــــاف |
||
نمط المتعلم
في ربط المعرفة |
الفهم وإدراك المعنى |
* تعلم بالاستقبال قائم على المعنى : Meaningful Perception Learning عندما تقدم المعرفة في صورة كاملة
للمتعلم فيقوم بربط بنيته المعرفية بطريقة منظمة |
* تعلم بالاكتشاف قائم على المعنى : Meaningful Discovery Learning يحدث عندما يصل المتعلم للمعرفة بنفسه
ويعمل على ربط بنيته المعرفية بطريقة منظمة |
الحفــــــــظ |
* تعلم بالاستقبال قائم على الحفظ: Rote Perceptional Learning ويحدث عندما تقدم المعرفة في صورة كلية
للمتعلم فيحفظها دون ربط ببنيته المعرفية
|
* تعلم بالاكتشاف قائم على الحفظ: Rote Discovery Learning يحدث عندما يصل المتعلم بنفسه ولكن لا
يربطها ببنيته وإنما يحفظها |
دافيد أوزوبل David
Ausubel
لمحة تاريخية عن النظرية :
ترجع نظرية " أوزوبل " للتعلم القائم على المعني إلى عالم علم
النفس المعرفي دافيد أوزوبل الذي حاول من خلال هذه النظرية تفسير كيف يتعلم
الأفراد المادة اللفظية المنطوقة والمقروءة . (هشام بركات )
يعد اوزوبل من علماء النفس المهتمين بالتعلم المعرفي ، فقد وضع ديفيد
أوزوبل نظريته التي تبحث في التعليم اللفظي ذي المعنى والتي شكلت اهتمام الباحثين
في ميدان المناهج وطرق التدريس على مدار أكثر من عشرين عاماً ولا تزال وكانت
الفكرة الرئيسة في نظريته هي مفهوم التعلم ذا المعنى والذي يتحقق عندما ترتبط المعلومات
الجديدة بوعي وإدراك من المتعلم بالمفاهيم والمعرفة الموجودة لديه قبلاً وذلك بناء
على مبدأ أوزوبل الموحد للتعليم
ففي هذا الإطار فإن أوزوبل يعتقد أن إدراك المفاهيم والعلاقات المرتبطة
بالمادة المتعلمة من قبل المتعلم والمتصلة ببنيته المعرفية من أكثر العوامل أهمية
وتأثيراً في عملية التعلم كما أنه يجعل التعلم ذا معنى .(أحمد الحكمي )
وقد طور أوزوبل هذه النظرية ونشرها في مجموعة من الدراسات والبحوث العلمية
فنشر في عام 1959 كتاباً بعنوان " قراءات في التعلم المدرسي " ثم نشر في
عام 1963 كتاباً بعنوان " سيكولوجية التعلم اللفظي ذي المعنى "
وهو تنظيم جديد لأفكاره كما نشر في عام 1968 كتاب بعنوان " علم النفس التربوي
وجهة نظر معرفية " وفي عام 1969 نشر أوزوبل بالاشتراك مع روبنسون كتاباً يوضح
طبيعة هذه النظرية بعنوان " التعلم المدرسي " وفيه أوضحا نوعين من
التعلم هما التعلم الاستقبالي ذي المعنى والتعلم بالاكتشاف ذي المعنى ومع ذلك فقد
شاعت هذه النظرية بين الباحثين ورجال التربية في أواخر السبعينات من هذا
القرن.(أحمد الحكمي )
وهذه النظريَّة لها عدَّة مسمَّيات أطْلقها التربويُّون، فهي تسمَّى
بالنظريَّات المتقدِّمة، وتسمى كذلك بالنظريات التمهيدية، وتسمَّى بالتعلُّم عن
طريق التلقِّي، أو التعلُّم الشَّرحي، أو التعليم عن طريق الاستقبال، وكذلك
تسمَّى "التعلُّم ذو المعنى التام.
نجد أنَّ جانب من المسمَّيات تهتمُّ بأسلوب عرْض المعلومات، فسمِّيت
بالنظريَّة التمهيديَّة والمتقدِّمة، وطريق التلقِّي والشرحي، والبعض أطلق عليْها
مسمَّيات باعتبار أسلوب تناوُل المعلومات، فسمَّاها "التعلم ذو المعنى
التام"؛ أي: إنَّ هذه النظريَّة تؤول إلى إعطاء المعنى التام للمتعلم. (سلطان
الحارثي ، 2009)
الملامح الرئيسية للنظرية
يرى " أوزوبل " أن كل مادة أكاديمية لها بنية تنظيمية تتميز بها
عن المواد الأخرى وفي كل بنية تشغل الأفكار والمفاهيم الأكثر شمولاً وعمومية موضع
القمة ثم تتدرج تحتها الأفكار والمفاهيم الأقل شمولية وعمومية ثم المعلومات
التفصيلية الدقيقة .
وأن البنية المعرفية لأي مادة دراسية تتكون في عقل المتعلم بنفس الترتيب من
الأكثر شمولاً إلى الأقل شمولاً ، ومن ثم يرى " أوزوبل " أن هناك تشابه
بين بنية معالجة المعلومات في كل مادة وبين البنية المعرفية التي تتكون في عقل
المتعلم من هذه المادة.(هشام بركات )، فهذه النظريَّة عند أوزبل تقوم على مبدأ،
وهو أنَّ المعلومات تحفظ بشكل هرمي متسلسل، وهذا يسهل اكتساب المعلومة وسرعة
تذكرها، وطرحها بطريقة مناسبة تلائم الحالة التعليمية، والمعلومة المراد طرْحها
وبشكل أيضًا مرتَّب ومتناسق، ولتطْبيق هذه النظريَّة (المنظَّمات المتقدمة) يستلزم
استخدام عروض تمهيديَّة؛ أي: مقدّمات لدخول الدَّرس، ويجب أن تتضمَّن هذه المقدمات
مستوى عاليًا من التعميم (أي: قاعدة عامة) مما يسهل عملية التعلم؛ ولذلك يمكن أن
تكون هذه القاعِدة كمرسى لترْسيخ الأفكار الجديدة المكتسبة( سلطان الحارثي ، 2009)
ويفترض أوزوبل أن التعلم يحدث إذا نظمت المادة الدراسية في خطوط مشابهة
لتلك التي تنظم بها المعرفة في عقل المتعلم .
حيث يرى أن المتعلم يستقبل المعلومات اللفظية ويربطه بالمعرفة والخبرات
السابق اكتسابها وبهذه الطريقة تأخذ المعرفة الجديدة بالإضافة للمعلومات السابقة
معنى خاص لديه.
وتعتمد منظومة التعلم عند أوزوبل تعتمد على مستويين رئيسين هما:-
المستوى الأول : يرتبط بأساليب تعلم الفرد وبالتحديد الأساليب أو الطرق
التي يتم من خلالها تهيئة وإعداد المادة التعليمية المراد تعلمها أو عرضها على
المتعلم في الموقف التعليمي وتتخذ هذه الأساليب شكلين :-
الأول :هو أسلوب التعلم الاستقبالي .
الثاني :هو التعلم الاكتشافي.
والمستوى الثاني : يرتبط بكيفية تناول المتعلم ومعالجته للمادة التعليمية
المعروضة عليه حتى تصبح مهيأة ومعدة للاستخدام أو الاستدعاء في الموقف التعليمي
التالي فإذا قام المتعلم بالاحتفاظ بالمعلومات الجديدة للمادة التعليمية بواسطة دمجها
أو ربطها ببنيته المعرفية وهي مجموعة من الحقائق والمعلومات والمعارف المنظمة التي
تم تعلمها في مواقف تعليمية سابقة كما يعني اندماج وتكامل المعلومات الجديدة مع
البيئة المعرفية للمتعلم وتكوين بنية معرفية جديدة فإن التعلم في هذه الحالة يعرف
بالتعلم ذي المعنى أما إذا قام المتعلم باستظهار المادة التعليمية وتكرارها بدون
فهم حتى يتم حفظها دون الاهتمام بإيجاد رابطة بينها وبين بنيته المعرفية فإن
التعلم في هذه الحالة يعرف بالتعلم الصم وهنا لا يحدث أي تغيير في البنية المعرفية
للمتعلم
وتشير هذه المنظومة إلى أن التعلم قد يكون استقبالياً أو اكتشافياً وهذا
يعتمد على أسلوب تقديم أو عرض المعلومات على المتعلم كما يمكن أن يكون صماً أو ذا
معنى حسب طريقة معالجة المعلومات من قبل المتعلم .
ومما سبق نستخلص أن ثمة طريقتين يكتسب التلميذ بهما المعلومات :
1 – التلقي Reception : يحدث حين يقرأ التلميذ كتابا
ً ويتلقى من خلاله معلومات مترابطة تم تشكيلها أو كما يحدث حين يستمع إلى محاضرة
ذات أفكار مترابطة .
2 – الاكتشاف Discovery : ويستخدم التلميذ هذه الطريقة
حين يكون المعنى ناقصا ً أو غامضا ً فيقوم التلميذ بتحديد العلاقات بين المفاهيم
واستخلاص المعاني .
ويتعلم التلاميذ المواد اللفظية بطريقتين :
1 – الحفظ الصم : وهنا يكرر التلميذ المعلومات بدون فهم حتى يحفظها حفظا ً
آليا ً
2 – استيعاب المعنى : وهنا يتمثل التلميذ ما تحتوي عليه المواد اللفظية من
معلومات وما تتضمنه من أفكار .
وبذلك يتفاعل المستويان ليقدما أربعة أنماط من التعلم
1) التعلم الاستقبالي ذي المعنى Meaningful reception
learning
يحدث عندما يعرض المعلم المادة العلمية في صورتها النهائية بعد إعدادها
وترتيبها منطقياً فيقوم المتعلم بتحصيل معاني هذه المادة وربطها أو دمجها بخبراته
الراهنة وبنيته المعرفية .
2) التعلم الاستقبالي الصم Rote reception learning
يتم هذا النوع من التعلم عندما يعرض المعلم على المتعلم المادة التعليمية
أو المعلومات في صورتها النهائية فيقوم المتعلم باستظهارها أو حفظها كما هي دون
محاولة ربطها بما لديه من خبرات أو دمجها ببنيته المعرفية .
3 ـ التعلم الاكتشافي ذو المعنىMeaningful discovery
learning
يحدث هذا النوع من التعلم عندما يقوم المتعلم باكتشاف المادة التعليمية
المقدمة له وفحص المعلومات المتعلقة بها ثم ربط خبراته الجديدة المستخلصة من هذه
الأفكار والمعلومات بخبراته السابقة ودمجها في بنيته المعرفية .
4 ـ التعلم الاكتشافي الصم Rote discovery learning
ويحدث هذا النوع من التعلم عندما يقوم المتعلم باكتشاف المعلومات المعروضة
عليه ( في المادة التعليمية ) ومعالجتها بنفسه فيصل إلى حل للمشكلة أو فهم للمبدأ
أو القاعدة أو تعميم للفكرة ثم يقوم بحفظ هذا الحل واستظهاره دون أن يربطه
بالأفكار والخبرات المتوفرة في بنيته.
3- نظرية دافيد أوزوبل David
Ausubel
ترجع نظرية "
أوزوبل " للتعلم القائم على المعني إلى عالم علم النفس المعرفي دافيد
أوزوبل الذي حاول من خلال هذه النظرية تفسير
كيف يتعلم
الأفراد المادة اللفظية المنطوقة والمقروءة
.
يرى " أوزوبل " أن كل
مادة أكاديمية لها بنية تنظيمية تتميز بها عن المواد الأخرى وفي كل بنية تشغل
الأفكار والمفاهيم الأكثر شمولاً وعمومية موضع القمة ثم تتدرج تحتها الأفكار
والمفاهيم الأقل شمولية وعمومية ثم المعلومات التفصيلية الدقيقة .
وأن البنية المعرفية لأي مادة دراسية
تتكون في عقل المتعلم بنفس الترتيب من الأكثر شمولاً إلى الأقل شمولاً ، ومن ثم
يرى " أوزوبل " أن هناك تشابه بين بنية معالجة المعلومات في كل مادة
وبين البنية المعرفية التي تتكون في عقل المتعلم من هذه المادة.
ويفترض أوزوبل أن التعلم يحدث إذا نظمت
المادة الدراسية في خطوط مشابهة لتلك التي تنظم بها المعرفة في عقل المتعلم .
حيث يرى أن المتعلم يستقبل المعلومات
اللفظية ويربطه بالمعرفة والخبرات السابق اكتسابها وبهذه الطريقة تأخذ المعرفة
الجديدة بالإضافة للمعلومات السابقة معنى خاص لديه.
وقدم " أوزوبل " تصنيفاً للتعلم إلى أربعة أنماط
على أساس بعدين :
البعد
الأول : طريقة تقديم المعلومات
بالاستقبال أو الاكتشاف .
البعد
الثاني : طريقة المتعلم في ربط
المعرفة الجديدة ببنيته المعرفية بالفهم أو الحفظ.
وذلك وفق المخطط
التالي :
تقديم المعرفة
الاستقبــــــال الاكتشـــــاف
نمط المتعلم في
ربط المعرفة الفهم
وإدراك المعنى * تعلم بالاستقبال قائم على المعنى : Meaningful
Perception Learning
عندما تقدم
المعرفة في صورة كاملة للمتعلم فيقوم بربط بنيته المعرفية بطريقة منظمة * تعلم بالاكتشاف قائم على المعنى : Meaningful Discovery Learning
يحدث عندما يصل
المتعلم للمعرفة بنفسه ويعمل على ربط بنيته المعرفية بطريقة منظمة
الحفــــــــظ * تعلم بالاستقبال قائم على الحفظ: Rote
Perceptional
Learning
ويحدث عندما تقدم
المعرفة في صورة كلية للمتعلم فيحفظها دون ربط ببنيته المعرفية
* تعلم بالاكتشاف قائم على الحفظ: Rote Discovery
Learning
يحدث عندما يصل
المتعلم بنفسه ولكن لا يربطها ببنيته وإنما يحفظها
تنظيــــم المحتـــــوى
يقترح " أوزوبل "
للوصول إلى تعلم قائم على المعنى مبدأين لتنظيم المحتوى :
1 – التفاضل
المتوالي .
2 – التوفيق
التكاملي .
ويعني المبدأ الأول أن ينظم محتوى
المادة الدراسية من المفاهيم الأكثر شمولاً إلى المفاهيم الأكثر تفصيلاً وتخصصاً .
ويعني المبدأ
الثاني أن تتكامل وتتوافق المعرفة الجديدة من محتوى معين مع المعرفة السابقة
الموجودة في البنية المعرفية لعقل المتعلم .
عملية التدريس
يقترح أوزوبل وفقاً لنظريته إستراتيجية
معينة تستخدم منظم الخبرة المتقدم Advancement Experience Organizers وهو كما يرى " أوزوبل " مقدمة شاملة
تمهيدية تقدم للمتعلم قبل تعلم المعرفة الجديدة وتكون على مستوى من التجريد
والعمومية والشمول وبعبارات مألوفة لدى المتعلم . بحيث تيسر احتواء المادة الجديدة
في البنية المعرفية للمتعلم عن طريق الربط بين الأفكار الجديدة المراد تعلمها وبين
الأفكار الموجودة في البنية المعرفية للمتعلم .
وتنقسم المنظمات المتقدمة إلى نمطين :
1 – المنظمات
المتقدمة الشارحة Explanative Advanced Organizers :
ويستخدم هذا النمط حيث تكون المادة
المراد تعلمها جديدة تماماً وغير مألوفة للمتعلم حيث تزود المتعلم ببناء تصوري عن
موضوع التعلم بحيث يمكن ربطه بتفاصيل ذلك الموضوع .
2 – المنظمات
المتقدمة المقارنة Comparative Advanced Organizers :
ويستخدم هذا النمط حيث تكون المادة
موضوع التعلم مألوفة للمتعلم ومن خصائص هذا النمط من المنظمات المتقدمة أنه :
يساعد المتعلم على
إيجاد تكامل بين المفاهيم الجديدة والمفاهيم الموجودة في بنيته المعرفية .
يساعد المتعلم على
التمييز بين الأفكار الجديدة والأفكار الموجودة في بنيته المعرفية.
وهكذا يرى " أوزوبل "
استخدام الأسلوب التركيبي في عملية تنظيم المحتوى وعملية التدريس حيث يبدأ
من العام إلى الخاص (من البسيط إلى المركب) ، وهكذا يلاحظ أن أوزوبل يرى
عكس ما يراه " جانييه " في تنظيم التعلم (كما هو موضح بالشكل) .
4- نظرية جان
بياجيه Jean Beaget
تُعد نظرية عالم
علم النفس السويسري " جان بياجيه " للنمو المعرفي القائمة على المنهج
الوصفي التحليلي في تناول النمو العقلي ؛ مدخلاً يتوسط المنحى السيكومتري والمنحى
المعرفي في تناول النشاط العقلي المعرفي وقد بناها من خلال ملاحظة أطفاله الثلاثة
في نموهم .
يفترض " بياجيه " في نظريته
أن أي فرد يمكن أن يتعلم أي موضوع بشرط أن يناسب مرحلة النمو العقلي للفرد . وأن
أي فرد يولد بقدر ضئيل من الانعكاسات العضوية والقدرات الكامنة في صورة
استراتيجيات وهي بذلك تعد عنصر هام في البناء المعرفي للمتعلم . والإستراتيجية –
من وجهة نظر بياجيه – هي الطريقة التي يستطيع الطفل من خلالها أن يتعامل مع
المتغيرات البيئية خلال مراحل نموه من أجل حدوث تفاعلات جديدة بينه وبين البيئة
وتتغير هذه الاستراتيجيات تبعاً لنضج الطفل وما يكتسبه من خبرات.
لقد اكتشف بياجيه أن الأطفال في نموهم
العقلي يمرون بمراحل محددة، يتصف سلوك الطفل وتفكيره في كل منها بخصائص معينة ،
ويشير بياجيه إلى أن مراحل النمو العقلي تتصف بالثبات في نظام تتابعها لدى كل طفل
وفي كل ثقافة، ولا يعني هذا ثبات الحدود الزمنية، بل تختلف الحدود الزمنية من طفل
لآخر في ذات الثقافة الواحدة.
مراحل النمو
العقلي
قسم بياجيه النمو العقلي للطفل إلى أربع
مراحل رئيسية وفق فئات عمرية:
1 – مرحلة التفكير
الحس – حركي Sensory Motor
Stage :
وتمتد من الميلاد حتى نهاية السنة
الثانية ، وفيها يمتلك الوليد مجموعة من أساليب السلوك الفطرية الانعكاسية أساسياً
، مثل المص والقبض وغيرها . وفي أثناء التفاعل مع البيئة ينمي الطفل أنماطاً
سلوكية معينة ؛ إذ يكتسب مهارات وتوافقات حسية بسيطة وكذلك يكتسب القدرة على تحقيق
التناسق بين المعلومات الصادرة عن أعضائه الحسية المختلفة .
وأهم ما يميز سلوك الطفل في هذه الفترة
أنه يواجه الأشياء بحركات فيزيقية عشوائية دون تفكير ووجود الشيء بالنسبة للطفل
مرهون بإدراكه له.
2 – مرحلة ما قبل
العمليات (التفكير الرمزي) Preoperational Stage :
تبدأ هذه المرحلة في النصف الثاني من
السنة الثانية من عمر الطفل وحتى سن السابعة تقريباً ، وفي هذه المرحلة يبدأ الطفل
في تعلم اللغة والتمثيل الرمزي للأشياء وتكوين الأفكار البسيطة والصور الذهنية
ويتحول تفكير الطفل تدريجياً من صورته الحركية إلى صورة تفكير رمزي .
3 – مرحلة
العمليات العيانية Concert Operational Stage :
تبدأ هذه المرحلة من سن السابعة حتى سن
الحادية عشرة تقريباً أي تستغرق المرحلة الابتدائية وأول سنوات المرحلة الإعدادية
.
وفي هذه المرحلة يبدأ الطفل يفكر
تفكيراً شبيهاً بتفكير الراشد ؛ فعن طريق التفاعل الاجتماعي يبدأ في التحرر من
التمركز حول الذات ويأخذ في اعتباره وجهة نظر الآخرين .
وتظهر في تفكير الطفل القدرة على
المقلوبية Reversibility أي السير
بالعكس حيث يمكنه أن يرتب بالعكس ، وتظهر أيضاً فكرة الثبات للوزن والعدد والقياس
، ومع ذلك فتفكير الطفل في هذه المرحلة تفكير عياني محسوس Concert
وغير مجرد .
4 – مرحلة
العمليات الشكلية (التفكير المجرد) Formal Operational Stage
تمتد هذه المرحلة فيما بين الحادية عشرة
والخامسة عشرة من العمر . وفيها يدخل الطفل مرحلة المراهقة والنضج ، وفي هذه
المرحلة تنمو قدرة الطفل على التفكير المجرد فيستطيع أن يعالج القضايا بعزل
المتغيرات وتثبيت بعضها للتحقق من عمل البعض الآخر .
وهكذا عبر هذه المراحل ينتقل الوليد الذي جاء إلى هذا العالم وليس لديه فكرة عنه من كائن بيولوجي فحسب إلى راشد يواجه العالم ويتفاعل معه ويفكر في مشكلات هذا العالم تفكيراً منطقياً .
تنظيــــم المحتـــــوى
تهتم نظرية بياجيه بالتنظيم الرأسي للمنهج حيث أن مراحل النمو عند بياجيه تمتد من الميلاد وحتى سن الخامسة عشر ، حيث يقترح بياجيه تنظيم محتوى المنهج للتلاميذ في كل مرحلة من مراحل النمو وفق خصائص النمو العقلي والمعرفي لهذه المرحلة .
فمثلاً التلاميذ في المرحلة الابتدائية (الصف الرابع والخامس) يقعون في مرحلة العمليات العيانية ولذلك يبنى المنهج وينظم في ضوء تفكير الطفل في هذه المرحلة وخاصة في المحتوى والتدريبات والتمارين .
عملية التدريس
تقترح نظرية بياجيه مراعاة النمو العقلي
للتلميذ وخصائصه النفسية وخاصة مفاهيم التمثيل والمواءمة والاستدخال عند عرض أي
مادة جديدة
حيث يقسم بياجيه
عملية التعلم إلى :
تمثيل مواءمة استدخال (للمعرفة الجديدة في البناء المعرفي للمتعلم)
وأيضاً تعطي نظرية
بياجيه دوراً هاماً للإرشاد والتوجيه والتأكيد على البناء المعرفي .
مراجــــــع وقــــــراءات
(1) جابر عبد
الحميد جابر : سيكولوجية التعلم .. نظريات وتطبيقات ، دار الكتاب الحديث ، الكويت
، 1989 .
(2) فتحي مصطفى
الزيات : سيكولوجية التعلم بين المنظور الارتباطي والمنظور المعرفي ، دار النشر
للجامعات ، القاهرة ، 1996 .
(3) فتحي مصطفى
الزيات : الأسس المعرفية للتكوين العقلي وتجهيز المعلومات ، دار الوفاء ، المنصورة
، 1995.
(4) محمد أمين
المفتي : قراءات في تعليم الرياضيات ، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، 1995 .