أكاديميّة إبراهيم رشيد النمائية
لعبه الكراسي الموسيقية بين العرب واليابان
... عندنا يأتون بتسعة كراسي لعشرة أطفال ، ويقولون للأطفال :
بأنّ الرابح هو مَن يحصل على الكرسي ، ومَن يبقى بدون كرسي يكون خارج اللعبة
.. ثمّ يقلّلون عدد الكراسي كلّ مرّة، فيخرج طفل كلّ مرّة حتى يبقى طفلًا واحدًا ويتم إعلانه أنّه الفائز .
فيتعلّم الطفل ثقافة "نفسي نفسي، ولكي أنجح علّي أن أزيح غيري ..!
ثقافة اليابان .. ثقافة التعاون والمحبة خطوة لسعادة أكبر
" لا نجاح لي دون مساعدة
غيري على النجاح "
... ثقافة التعاون والمحبة والإيثار والإخاء نادت بها شريعتنا الإسلامية،
وجاء
ذكرها في القرآن مرارًا وتأكيدًا لأهميتها في بناء مجتمعٍ يقوم على قيم ومبادئ
صحيحة سليمة الكل فيه رابح، والمهزوم يجد أكثر من يدٍ ترفعه إذا سقط !
لعبه الكراسي الموسيقية ، في اليابان
... وفي الروضة الخاصة بأطفال اليابان يلعبون لعبة الكراسي أيضًا ..
ويأتون بتسعة كراسي لعشرة أطفال أيضًا مع فارق بأنّهم يقولون للأطفال بأنّ عددكم أكبر من الكراسي .
فإذا أحدكم بقي دون كرسي يخسر الجميع
.. فيحاول جميع الأطفال احتضان بعضهم البعض لكي يستطيع عشرة أطفال الجلوس على تسعة كراسي
.. ومن ثمّ يقللون عدد الكراسي تباعًا
.. مع بقاء قاعدة أنّهم يجب أن يتأكدوا بأنّ لا يبقى أحدهم دون كرسي ، وإلا خسروا جميعًا
.. فيتعلّم الطفل ثقافة " لا نجاح لي دون مساعدة غيري على النجاح "
.. ثقافة التعاون والمحبة خطوة لسعادة أكبر
لعبه الكراسي الموسيقية بين العرب واليابان
لعبه الكراسي الموسيقية ، في بلادنا العربية
... فهنا مثال عن أحد الألعاب التي نلعبها منذ الصغر والتي يلعبها جميع الأطفال
ألا وهي لعبه الكراسي، ففي بلادنا العربية، يأتون بتسعة كراسي لعشرة أطفال،
ويخبروهم بأن الرابح هو من يحصل على الكرسي، ومن يبقى بدون كرسي يصبح خارج اللعبة.
ثم يقللون عدد الكراسي كل مرة، فيخرج طفل في كل مرة، حتى يبقى طفلاً واحداً
ويعلن بأنه الفائز، فبهذه الطريقة يتعلم الطفل فقط “نفسي نفسي”، لكي افوز وأنجح
علي أن اتغلب على غيري .
ثقافة لعبة الكراسي اليابانية :
... أسلوب حياة، وثقافة مجتمع، ونهج عمل، قائم على التعاون والشراكة، والعمل الجماعي،
وبالتالي فإنّ الطفل الياباني يتعلم منذ نعومة أظافره على هذه القيم الرفيعة،
ولا عجب حينما تتقدم اليابان في جميع المجالات،
في حين مجتمعات عربية عديدة لا تعترف بتلك القيم ولا تشجع عليها ولا
تؤمن بها.
اللعبة ليست أهدافها فوز طفل واحد على الإطلاق، ولكن آثارها تأتي نتائجها
في المستقبل البعيد، كسلوكٍ يسلكه «الطفل» عندما يكبر، فتصبح جزءاً من ممارساته
الحياتية في تعامله مع من حوله.
.. أيها الآباء.. أيها المربون.. أيها المعلمون والمعلمات
أعيدوا النظر في «لعبة الكراسي».. طبقوا التجربة اليابانية، واجعلوها خطوةً لسعادةٍ أكبر.. فهل سنستمر في تثقيف أبنائنا بعد ذلك بلعبة الكراسي العربية، أم سنتحول الى لعبة الكراسي اليابانية.. في اللعب والعمل.. وجميع مجالات الحياة ؟
....
وهذا التغيير يعكس التغير فى القيم والمفاهيم العالمية. فقديما كان لزاما عليك أن
تتنافس مع الآخرين وأن تتعلم كيف تحصل على ما تريد بأى وسيلة. أما المفهوم الجديد
فيقوم على أن هناك متسعا لنا كلنا وأننا نستطيع أن نحصل كلنا على ما نريد.
... أهم ما أريد أن أقوله :
أن الفرق ليس بيننا وبين الآخرين. الفرق بين الماضى والمستقبل فى كل مكان.
دون أن يعنى ذلك أننا أفضل أو أسوأ من غيرنا.
... وهناك من يرى أن النسخة القديمة التنافسية مهمة ومطلوبة لمواجهة الحياة التى لا ترحم.
وأميل كثيرا للنسخة الجديدة التشاركية التى تعبر عن المستقبل الذى
يتعاون فيه الإنسان مع أخيه بل ومع الطبيعة لحياة أفضل للجميع.
... كان هذا ملخص بسيط عن لعبه الكراسي الموسيقية بين العرب واليابان
ونتمنى أن تكون قد وصلت الفكرة للعرب الذين يزرعون ثقافة نفسي دون غيري منذ الصغر