... الصفر في القياس النفسي صفر
اعتباطي، فهو ليس بالصفر الحقيق، أي لا يذل على عدم وجود الخاصية، فإذا حصل الفرد
على درجة الصفر في الاستبيان للقلق مثلا فلا يعني ذلك انه خال تماما من القلق،
وإنما هناك عوامل أخرى جعلته يحصل على هذه الدرجة، فقد يكون قد اختار أن يجيب بهذا
الأسلوب (تزييف الاستجابة) أو أن عبارات الاستبيان غير واضحة، أو إنها صيغة بطريقة
جعلته يستجيب لها بالإنكار
إلى " معلمة الرياضيات والصفر الاعتباطي " أنا إنسان ولست ميزان حرارة
الصفر الاعتباطي
الصفر في المقاييس التربوية والنفسية صفر اعتباطي:
فهو ليس بصفر حقيقي أي أنه لا يدل على عدم وجود الشيء،
فإذا حصل الطالب في امتحان الجغرافيا مثلاً على صفر فلا يعني ذلك أنه لا يعرف شيئاً في الجغرافيا ،
وإنما لا يعرف شيئاً بالنسبة لهذه الأسئلة ،
فلو استبدلناها بغيرها لوجدنا أنه يعرف
الإجابة عن بعضها ، وبناء عليه يكون الصفر نسبي وليس حقيقي.
أقل علامة توضع على ورقة الامتحان البيضاء هي 35 وليس صفرًا
تلميذة في صف الثالث الابتدائي، نالت "صفر" في اختبار مدرسي
صورة متداولة... تلميذة في صف الثالث الابتدائي، نالت "صفر" في
اختبار مدرسي
...فرد ولي أمرها برسالة إلى المعلمة بدل الإمضاء!
تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لاختبار في مادة الرياضيات،
نالت فيه طالبة في صف الثالث ابتدائي علامة صفر من خمسة.
وطلبت من التلميذة إمضاء المسابقة فرد ولي أمر التلميذة برسالة تربوية
موجهة إلى المعلمة.
ونشرت الصورة صفحة "نفسانيون" بعنوان "قصة واقعية حدثت في
أحد المدارس في لبنان".
وتنص الرسالة:
"إلى معلمة الرياضيات:
تقوم عملية التقويم والتقّييم للتلميذ وخاصة التلميذ في المرحلة الابتدائية على عدة عناصر، تأخذ هذه العناصر بعين الاعتبار، الصحة النفسية والدافعية والثقة بالنفس عند التلميذ،
فمن غير المنصف وضع علامة صفر على مسابقة متجاهلين أثرها
النفسي على التلميذ حتى وإن لم يكتب شيئاً،
فأحد أهداف التعليم السليم والحديث هو
تطوير وتعزيز قدرات الطالب وليس إحباطه.
في اليابان ليس هناك علامة صفر أبداً في المنهج الدراسي.
شكراً على تفهمكِ."
كيف نعطيه صفرًا ؟! . هناك يعرفون قيمة الإنسان !
القياس التربوي نسبي غير مُطلَق:
فالصفر في
المقاييس التربوية والنفسية هو صفر اعتباطي وليس بصفر مُطلَق حقيقي، فإذا أخذ طالب
في امتحان مادته على نتيجة صفر، فلا يدل ذلك على أنَّه لا يعرف شيئاً في هذه
المادة، وإنَّما يدل على أنَّه لا يعرف شيئاً بالنسبة لهذه المجموعة المختارة من
الأسئلة.
الصفر الاعتباطي
... حكى لى صديق أنه خلال أيامه فى جامعة موسكو .. وأثناء الامتحانات، دخل
الطالب وتسلم ورقة الامتحان ، ولم يجب على أى سؤال ، وسلّم ورقة الإجابة بيضاء. ،
فوجئ الطالب أنه أخذ درجتين من خمس
.. فذهب متسائلا للدكتور صاحب الامتحان .
أنا لم أكتب أى شيء فى ورقة الإجابة ، ومع ذلك أخذت درجتين، والمفروض أن
تكون الدرجة صفرًا.
أجابه الدكتور قائلا: كيف نعطى لمخلوق بشرى صفر ؟.
كيف نعطيه صفرًا وهو من كان صحا الساعة 7 صباحًا ليحضر المحاضرات؟
كيف نعطيه صفرًا برغم أنه قام فى هذا الطقس البارد القارس ، وركب المواصلات
ووصل إلى الامتحان فى وقته وحاول الإجابة ؟.
كيف نعطيه صفرًا وهو من سهر الليالى ليدرس وأنفق نقوده على الكتب والأقلام
واشترى حاسوبا ليدرس به؟.
كيف نعطيه صفرًا وهو من كرّس حياته لأجل الدراسة؟.
... نحن هنا يا عزيزى لا نعطى صفرًا لمجرد أنه لم يعرف الإجابة،
فنحن على الأقل نحترم أنه إنسان وأن له عقلًا وأنه بذل مجهودًا
لأن الدرجة ليست درجة الامتحان فقط
بل هذه على الأقل تقدير واحترام لآدميته.
.. أنا اليوم أنقل هذه الحكاية كرسالة للمعلمين والمعلمات
.. ومن أجل تغيير نظام التعليم أيضًا.
هناك يعرفون قيمة الإنسان!. احترام
آدميته ..
أكاديميّة إبراهيم رشيد النمائية